All Articles

خائنة

الليلة لم ألد قصيدة
كان رجلٌ يحيطني بذراعيه في سرير دافئ
كان الطقس باردًا
لم أستطع الإفلات من أحضانه لكتابتها
رغم أنها كانت تهمس في أذني
وهو يهمس في أذني الأخرى
رغم أنها بدأت تتلو نفسها علي
جملة خلف جملة
قبلة خلف قبلة
وأنا مأخوذة بجمال تفاصيلها
محتارة بها ماذا أفعل

أبرمت معها اتفاقًا
أن تنتظرني حتى الصباح
وَعَدتها بإنجابها
وَعَدَتني بالانتظار

مرّ الليل
جاء الصباح
استيقظت من فراشي
قفزت إلى أوراقي
أحاول استرجاعها
عبثًا
أغمض عيني علّني أتذكرها
عبثًا

لقد أضعتها.
تسلّلت من ذاكرتي
كعشيق يخاف المواجهة

لم تنتظرني
كعادتها
لم تنتظرني

جلستُ أمام ورقة بيضاء
أمام خسارتي
أرثي قصيدةً
أذكر كم رائعة كانت
هَربَت مني إلى النسيان
جميلة لم توثّق
ضاعت في الكَون إلى الأبد

ترى أين تذهب الأفكار التي لا توثّق؟
ترى أين مقابرها ؟

أصلّي أن تعاودني مرّة أخرى
أعدُها بأنني في المرة القادمة
سأترك كل ما بين يدي
عندما تهطل علي
أعدها بأنني سأُخرج جسدي من كل ما يعيقها
سواء قبلة، عناق، أو أكثر من ذلك
فقط لكي أدوّنها
أعدُها بأنني في المرة القادمة
سأترك الكَوْن خلفي، وأتبعها عمياء،
لكي نختلي معًا…
وأنجبها

Author


Written by

in

Tags:

Back to top arrow