لقد ضاعت منّي جملة
هربت من قلبي
على أمل الوصول إلى فمي
منعتها جواسيس العقل
المزروعة شوكًا في حبالي الصوتية
ها هي…
تحمل حروفها، حقائبها،
تهرول في الصحراء بحثًا عن مكان يلائمها
عن خيمة في قصيدة، سرير في رواية، صفحة في كتاب…
تشرّدَتْ في الشوارع، ارتاحت في ثقوب الأبواب،
زوايا الغرف، فوق الوسائد.
تشردّت في أحلام الصغار، وأحلام الكبار
في كحل العيون، والبودرة العالقة فوق الفرشاة
في العقود المبعثرة فوق الأعناق
والعُقد الشرقية المتربّعة على الأعناق
في كلّ شوق، وكلّ الأشواق
كل حنين… وكل انبثاق
إختبأت
في الشق بين أسنان الصغار
والشقوق في أرواح الكبار
في لوحات الأطفال، في شمسها المشرقة، البيت الصغير
وتلك النافذة العارية من الستائر
إختبأت في العري خلف الستائر
ومن كلّ ما يحدث خلف الستائر
راحت تختبر العالم
بكلّ ما فيه من مفردات وأضداد
ظلم وظلام
حبّ وغرام
جنون وانفصام
إنبهرت بجماله
بالمشاعر التي انتابتها بين الأزقّة
بحثَت عن أحد ليلتقطها
لتخبره بكلّ ذلك
لتخبره عن رجل تفوّه بها
فارتعشت
عن امرأة احتضنتها
فانتعشت
لكنّها لفورة أحاسيسها، ونشوتها
استلقت بكلّ تعبها
على سرير مبعثر
رتبّه لها شاعرٌ كان ينتظرها
وهناك…
غفت من شدّة الحلم
فدوّنها على سريرها نفسه
أطفئ الأضواء بأصابعه
وغطاها بورقة أخرى.

